فواصل

أهمية وسائل الإعلام والاتصال في تسليط الضوء على القضايا التنموية

 

أهمية وسائل الإعلام والاتصال في تسليط الضوء على القضايا التنموية

حسن اليوسفي المغاري

تقديم عام..
‎أصبحت لوسائل الإعلام والاتصال في العصر الحديث، أدوارا رئيسية في العملية التواصلية الإخبارية
‎والتعليمية التوعوية، فاتحةً أبواب المعرفة مُشرعة، حيث باتت الوسيلة الأولى التي تجاوزت الحدود بفعل التطور التكنولوجي الحديث، وبفعل انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وصرنا أمام قرية واحدة لا حدود لها سوى حدود الأمية الأبجدية والمعلوماتية.

‎إن إنتاج المعلومات ونشرها واستخدامها في ظل العولمة الإعلامية وعولمة المعلومة، أضحت من بين أهم تجليات التقدم التكنولوجي الذي أنتج مجتمعات المعرفة، وقدَّم مساهمات معرفية في شتى المجالات، سواء تعلق الأمر بالعلوم الإنسانية أم الاجتماعية، بحيث صار الاهتمام بالتنمية مطلبا مُلحّا وتسليط الضوء إعلاميا على القضايا التنموية أكثر إلحاحا.

‎إن العالم اليوم بانفتاحه وبارتباط وسائل اتصاله بعضها البعض، لم يعد في منأى عن ضرورة السعي وراء تحقيق تنمية لشعوب لاتزال في عداد التخلف، بعيدة عن تحقق كرامة الإنسان في العيش الكريم، مُبتعدة عن تحقيق الرقي والازدهار بسنوات ضوئية.. وبالتالي، فإن الاهتمام بالتنمية Development ، بتسخير جميع أدوات الاتصال الجماهيرية المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال، لَمِن شأنها أن تساهم على الأقل في التوعية وفي خلق دينامية Dynamics جديدة أكثر إيجابية للنهوض بمستوى عيش الفرد والجماعة.

‎أمامنا اليوم أشواطا كبيرة كإعلاميين، تحديات وجب علينا جميعا العمل على تخطيها من أجل مجتمع واع بمسؤولياته، مجتمع يتمتع بحرية التعبير، يتداولُ المعلومات والأفكار والمعارف بكل حرية.. مُجتمع له حقوق وعليه واجبات، مُندمج في العمل من أجل تنمية مستدامة Sustainable development ، خصوصا أن العالم النامي الآن يعرف صعوبات جمّة، تحديات ذات بُعد تنموي بالدرجة الأولى، وللإعلام دورُه الرئيس في توعية الإنسان بضرورة التعاون مع أخيه الإنسان أولا، ثم العمل على إبراز كل القضايا التنموية التي بإمكانها الارتقاء بواقع المجتمع، وذلك لِما لوسائل الإعلام من قدرة على استنهاض الطاقات البشرية من أجل توجيه مجتمعاتهم نحو الأفضل، نحو واقع يجعل من المرء المُهمّش إنسانا كريما في عيشه.

‎وتحديدا للمفاهيم، لا يمكن لأحد أن يجادل اليوم في أن الإعلام بات يشكل دورا محوريا في قضايا التنمية، بل أضحى ضرورة أساسية في التقدم المنشود من خلال إقرار البرامج ذات الصلة بالتنمية المستدامة. لذلك، بذا الارتباط الوثيق للإعلام بالقضايا التنموية، وأصبح اهتمام الدول ملحوظا بالإعلام التنموي حيث حضي بعناية أكثر من لدن الجهات المسؤولة لما يكتسيه من ضرورة في المساهمة بالنهوض التنموي للمجتمعات..

‎ الجميع الآن يعترف بأن وسائل الإعلام، بمختلف حواملها Media support ، تساهم بشكل كبير في إنجاح العملية التنموية، وجميع الخطط السياسية والاجتماعية والاقتصادية أصبحت تستحضر الجانب التنموي في جُل المشاريع المـُبرمجة محليا ودوليا، سواء كان ذلك عن طريق مؤسسات محلية وطنية أو دولية أُممية.
‎لم يعُد الإعلام تلك الوسيلة التي تتابع الأخبار وتُنجز التقارير الإخبارية فحسب، ومع ظهور الإعلام الجديد، New media المتمثل أساسا في الإعلام الرقمي، صار دور الإعلام أقوى..

‎ الإعلام الرقمي اليوم أصبح يُشكل قوة ضغط ويصنع رأيا عاما ويحرك الحكومات والمجالس والهيآت، أصبح أداة في يد المواطن، أداة تساهم في التوعية والتعبئة وفي تشكيل وعي جماهيري وجب استثماره للنهوض بواقع الفرد التنموي.

‎لعلّ الاهتمام بالإعلام التنموي بتخصيص يوم عالمي له (منذ عام 1972 حيث قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول) يوما عالميا للإعلام الإنمائي، جعل الأخير منصّة لتسليط الضوء على كل البرامج والخُطط والاستراتيجيات الإنمائية، سواء تعلق الأمر بالدول الراقية أو السائرة في طريق النمو.

‎ العرض يُلامس أهمية الإعلام في تسليط الضوء على القضايا التنموية، وذلك باعتماد محاور تعريفية لمصطلحي التنمية والتنمية المستدامة، ثم التطرق لوسائل الإعلام الحديثة ودورها في نشر ثقافة الاهتمام بالتنمية المستدامة من خلال التوعية والنشر والتتبع والمشاركة.

فقد ‎وُلد مفهوم جديد للتنمية المستدامة من التقرير الذي أعد في عام 1990 من قبل اللجنة العالمية للبيئة والتنمية

World Commission on Environment and Development ، وقد اتخذ شكلا تنمويا فرديا وجماعيا على مدى العشرية الأخيرة حيث عرفت السنوات المتتالية نتيجة لتحقيق التنمية المستدامة، “تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها “.
‎وقد رافق المفهوم الجديد للتنمية، تطورٌ ملحوظ أيضا لوسائل الإعلام والاتصال، جعل من العملية التواصلية أمرا ملموسا نظرا للتطور التكنولوجي الذي ساعد على إيصال المعلومة، الأمر الذي جعل من الإعلام ضرورة مجتمعية تساهم هي الأخرى في العملية التنموية.

‎فلا شك أن الإعلام بصفة عامة، والإعلام الرقمي على وجه الخصوص، صار يشكل دعامة رئيسية في إقرار الاستراتيجيات التنموية، بل ودعامة إستراتيجية لمواكبة جل المشاريع ذات البعد الإنمائي. وعليه، فإن الارتباط وثيق بين الإعلام والتنمية، بحيث أصبح لوسائل الإعلام الدور الرئيس في التعريف بالتنمية المستدامة والمساهمة في تحقيقها.

‎باختصار، في تحديد المصطلح والمعنى..
الإعلام..
‎وهو الإخبار بالشيء والقيام بالتعريف به للغير.
‎هو علمٌ وفنٌّ الهدف منه إيصال المعلومة عبر وسائل تسمى وسائل الإعلام. وبالتالي فإن الإعلام هو الإخبار الذي يتم عبر وسيلة اتصال التي تنقل الرسالة من مُرسِل إلى مُرسَل إليه عبر قناة Canal إعلامية.
‎إنه تعبير عن مُختلف الاتجاهات حيث يتشكل الرأي العام، ويعتبر بمثابة نشاط اتصالي يهتم بتزويد الجمهور المتلقي بالأخبار والمعلومات الصحيحة المؤكدة.

الإعلام الرقمي Digital media أو الإعلام الجديد New media ..
‎عكس الإعلام التقليدي، فهو يتخذ من التكنولوجيا الحديثة الوسيلة الأساسية للنشر، أي أن عملية نقل وتداول المعلومات تتم باستخدام الوسائل الاتصالية الحديثة التي تعتمد على شبكة الإنترنيت، حيث التفاعلية Interactivity ، وحيث السرعة في نقل المعلومة، وحيث استعمال Multi-media الصوت والصورة والبيانات المتحركة .

التنمية..
‎وهي إجمالا التصدي لعوامل الفقر والتخلف، ترشيدا للموارد والعمل على خلق توازن في المجتمع . والمعنى هو النمو والنماء، أي الازدياد والإكثار المؤدي إلى تحسين الشيء.

‎والتنمية بمفهومها الواسع، هي خلق فرص حياة أفضل وتحسين مستوى الفرد والمجتمع، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا من أجل المساهمة في إنماء الوطن ككل. إنها بكل بساطة تحقيق العدالة والمساواة. والتعريف الذي يتبنّاه تقرير التنمية العربية، يؤكد على “إن للبشر، لمجرد كونهم بشرا، حقا أصيلا في العيش الكريم، ماديا ومعنويا، جسدا ونفسا وروحا، وبهذا فإن عملية التنمية تنشُدُ توسيع خيارات البشر بما يمكنهم من تحقيق الغايات الإنسانية الأسمى، وهي الحرية، العدالة والكرامة الإنسانية والرفاه الإنساني.”

‎ومع صدور الإعلان الأممي لسنة 1986 الخاص بـ”الحق في التنمية”، أصبحت التنمية حقا من حقوق الإنسان، وعرّف الإعلان التنمية بأنها “مسار اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي شامل يهدف إلى النهوض المطرد برفاهة كل الناس بالاعتماد على مشاركتهم الفعلية الحرة.

‎ التنمية المُستدامة..
‎إذا صحّ التعبير، فإننا بصدد الحديث عن التنمية البشرية المستدامة
Sustainable human development ، وترمز أساسا إلى تنمية الإنسان في ارتباطه بمحيطه السوسيو اقتصادي الطبيعي والبيئي. وبالرجوع إلى القاموس السياسي الفرنسي، نجد بأنه يُعرّف التنمية المستدامة كونها شكل من أشكال التنمية الاقتصادية، هدفها الأساس هو التوفيق بين التقدم الاقتصادي والاجتماعي من جهة، والحفاظ على البيئة من جهة أخرى من أجل ضمان مستقبل الأجيال الأخرى. هنا نلاحظ الارتباط الوثيق بين التنمية والبيئة الذي أشار إليه تقرير اللجنة العالمية للتنمية والبيئة “برونتلاند” بأن “التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر من دون النيل من قدرة الأجيال القادمة على تلبية إحتياجاتها”.

‎فمنذ مؤتمر استوكهولم المنعقد سنة 1972 الذي عُنيَ بنشأة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تطور مفهوم التنمية المستدامة عبر العديد من المؤتمرات التي تلته، وعبر مجموعة من التقارير والدراسات التي أُنجزت، كان الغرض منها إبراز دور محيط الإنسان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبيئي، في النهوض بواقع الإنسان الإنمائي لكي يكون مؤهلا لاستيعاب برامج التنمية المستدامة. لذلك، صار من اللازم إحداث تغيير في السياسات الحكومية المتبعة حتى يتحقق هدف التنمية المستدامة في وسط بيئي مستدام. فضلا عن الدور المنوط أيضا بالفرد داخل المجتمع والذي يستوجب التوعية والتثقيف والتعليم والتدريب.

‎ومن بين المؤتمرات التي تركت بصماتها القوية على قضايا التنمية المستدامة، مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة الذي انعقد في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا بين 26 آب/ أغسطس ـ 4 ايلول/ سبتمبر 2002، الذي صدر عنه “إعلان جوهانسبرغ بشأن التنمية المستدامة”، الذي شدّد على إقامة مجتمع عالمي إنساني متضامن لمواجهة مجمل التحدّيات العالمية، مثل القضاء على الفقر، تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة، وحماية قاعدة الموارد الطبيعية وإدارتها من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ردم الهوة العميقة التي تقسم البشرية إلى أغنياء وفقراء، ومنع تدهور البيئة العالمية، وتراجع التنوع البيولوجي والتصحر، سد الفجوة المتزايدة بين العالمين المتقدم والنامي، ومعالجة تلوث المياه والهواء والبحار، هذا فضلاً عن التحدّيات الجديدة التي فرضتها العولمة على التنمية المستدامة ولا سيما تكامل الأسواق السريعة، وحركة رؤوس الأموال والزيادات المهمة في تدفقات الاستثمار حول العالم، وذلك من أجل ضمان مستقبل الأجيال القادمة.

  • (تقرير مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، 26 آب/غشت ـ 4 أيلول / شتنبر2002، نيويورك، 2002، ص. 10-15)

‎وأجمل تقرير التنمية البشرية لسنة 2015 أهداف التنمية المستدامة في:

‎ الإعلام التنموي.. Media Development
‎فرعٌ أو تخصّصٌ من تخصصات الأنشطة الإعلامية، يهتم بكل ما هو تنموي ويُبرز التوجهات الإستراتيجية الهادفة إلى تنمية الفرد والمجتمع. يُساهم في إحداث تغيير اجتماعي من خلال التعريف أولا، ثم المتابعة وإبراز أهمية التنمية بتوجيه وسائل الإعلام التقليدية منها والحديثة، إلى تبني استراتيجيات إعلامية تنموية بالرصد والتتبع. فهو إذن، أحد فروع الإعلام المتخصص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية، فضلا عن الاهتمام بالبيئة التي هي مصدر كل تنمية.

‎يعتبر الإعلام التنموي بالنسبة للعديد من الدارسين بمثابة الجهاز العصبي لعملية التنمية، بحيث يظهر ذلك بجلاء من خلال عوامل عديدة أسهمت في ظهوره مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية والتي سميت بالفجوة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

الإعلام التنموي وأهداف التنمية المستدامة
‎إن الحديث عن النظريات غالبا ما يذهب بنا إلى الدراسة المعمّقة لبعض ما ذهب إليه علماء الاتصال والتنمية والاجتماع، ولعل البحث من أجل استخلاص مقدمات قصيرة ومفيدة لمن شأنه أن يترك بصماته المتنوعة لنظريات الإعلام التنموي. إضافة إلى ذلك، البحث في خصائص وأنواع وأهداف ووظائف الإعلام التنموي.
‎وفي هذا الإطار، يجدر بنا ذكر بعض النظريات التي عمل مُنظروها مثل “ولبرشرام” Wilbur Schramm (August 5, 1907 – December 27, 1987) ، أو “دانييال ليرنر” Daniel Lerner (1917 – 1980)
‎على إظهار الدور الإيجابي للإعلام التنموي كوسيلة إعلامية متخصصة، بحيث عمل “ولبرشرام” على إبراز دور وسائل الإعلام في التنمية وأظهر الشرخ الحاصل بين المجالين القروي والحضري سواء تعلق الأمر بالمدن الكبرى أو المهمّشة داخل الدول الكبرى والنامية، وأكد على وجود نقص تنموي للمدن الهامشية وفي القرى.

‎وأكد “ولبرشرام”في كتابه “الإعلام والتنمية”، أن الدور الذي يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام في إحداث التحول والتغير الاجتماعي وصناعة التطوير والتحديث بشكل فعال، هو ذلك الإعلام الجاد الذي يعني بقضايا التنمية ومخططاتها على سبيل خدمة قضايا المجتمع وأهدافه. وبمعنى آخر، هو العملية التي يمكن من خلاللها التحكم بأجهزة الإعلام وتوجهها بالشكل المطلوب تتماشى وتتفق مع أهداف الحركة التنموية ومصلحة المجتمع.

‎وربط “دانييال ليرنر”، في نظريته “التحديث ووسائل الإعلام” العلاقة التي يمكن أن تربطهما في إطار الانتقال من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حداثي. وبالتالي فإن الإعلام بمفهومه التنموي، حسب النظرية، سيلعب دورا مهما في الرفع من مستوى الفرد معرفيا إذ يكون التمدّن رافعة أساسية للتنمية.*
Daniel Lerner & Wilbur Schramm, Communication and change in the developing countries. (1967)
‎وينطلق “دانييال ليرنر” في نموذج التحديث من ثلاثة عناصر أساسية
:

‎(الإعلام التنموي والتغير الاجتماعي، ص 34-35)
‎1- الشخصية الحركية، حيث تمثل مقدرة الإنسان ليرى نفسه في مواقف الآخرين
‎2- وسائل الاتصال كمفاعل للتحريك، بحيث أن وسائل الاتصال فتحت أمام الأفراد عالما لا نهائيا
‎3- نظام التحديث، خيث لا يوجد مجتمع حديث يعمل بكفاءة بدون نظام متطور لوسائل الاتصال الجماهيري.

‎ ومن خلال الاطلاع على التقارير الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، نلاحظ السعي الحثيث لاعتبار الإعلام كرافعة أساسية لإبراز الجهود المبذولة في مجال النمو والتنمية المستدامة، مع التركيز على أنه
‎”ينبغي أن يكون الرجال والنساء والأطفال محور الاهتمام، فيتم نسج التنمية حول الناس وليس الناس حول التنمية وذلك للأجيال الحاضرة والقادمة”.
‎من هنا يأتي التعريف المقتضب لتقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ” التنمية البشرية مبنية في المقام الأول، وقبل كل شيء، على السماح للناس بأن يعيشوا نوع الحياة الذي يختارونه، وعلى تزويدهم بالأدوات المناسبة والفرص المواتية لتقرير تلك الخيارات.” ليكون بمثابة النظرية العربية التي يجب أن يرتكز عليها الإعلام في تناوله لقضايا التنمية على أساس أن “العمل يُسهم في تعزيز التنمية البشرية عندما توسّع السياسات فرص العمل المنتج والمجزي والمرضي، وتنمّي مهارات العاملين وطاقاتهم، وتصون حقوقهم وسلامتهم ورفاهتهم.”
‎(
الصفحة الرسمية لتقارير التنمية البشرية http://www.un.org/ar/esa/hdr

‎ويؤكد “ريمون حداد” في بحثه حول – نظرية التنمية المستدامة – أن التنمية المستدامة تمثل، فرصة جديدة لنوعيّة النمو الاقتصادي وكيفيّة توزيع منافعه على طبقات المجتمع كافة، وليس مجرّد عمليّة توسع اقتصادي، لا تمنع من ازدياد الفوارق بين مداخيل الأفراد والجماعات، إن بين دول الشمال والجنوب أو داخل الدول النامية نفسها. التنمية المستدامة تفرض نفسها كمفهوم عملي للمشاكل المتعدّدة التي تتحدّى البشرية. إنها تسمح بتقييم المخاطر ونشر الوعي وتوجيه العمل السياسي على المستويات المحلّية والإقليميّة والدولية.* ( برنامج دعم الأبحاث في الجامعة اللبنانية، بيروت، 2006، ص4)

 

الخاتمة

‎الأكيد أن وسائل الإعلام الحديثة أو ما يسمى بالإعلام الجديد، تؤدي أدوارا مُعتبرة في التأثير على الرأي العام، والتأثير هنا يكون إما بالسلب أو بالإيجاب. وفي علاقتها بالتنمية المستدامة، تُناط بوسائل الإعلام مهمّة تسليط الضوء على كل البرامج التي من شأنها تنوير المجتمع من أجل تحقيق تنمية مستدامة تكفل للفرد العيش الكريم مادامت تنمية الفرد من تنمية المجتمع، وتنمية المجتمع من تنمية الوطن إذا توفرت الإرادة وكان الهمّ المشترك هو الوصول إلى مستقبل مُستدام حيث الإنسان هو محور جميع المبادرات التنموية.
‎الكل الآن صار يُجمع على أن الإنسان هو أيضا محور كل التعاريف المقدمة بخصوص التنمية المستدامة، وعلى أن الإنسان هو محور كل وسيلة إعلامية.

 

‎مراجع معتمدة في البحث:
‎- د.عواطف عبد الرحمن ( إشكالية الإعلام التنموى فى الوطن العربى / دار الفكر العربى للطبع والنشر والتوزيع )
‎- سلسلة مكتبة الإعلام والمجتمع – جامعة بغداد ( الإعلام الجديد، تطور الأداء والوسيلة والوظيفة )
‎- د. عاطف عدلي العبد – د. نهى عاطف العبد ( الإعلام التنموي والتغير الاجتماعي ، الأسس النظرية والنماذج التطبيقية )
‎- د. عبدالحافظ عواجی صلوي – نظريات التأثير الإعلامية
‎- ريمون حداد، “نظرية التنمية المستدامة”، برنامج دعم الأبحاث في الجامعة اللبنانية، بيروت، 2006
‎-تقرير مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، 26 آب/غشت ـ 4 أيلول / شتنبر2002، نيويورك، 2002، ص. 10-15.
‎- الصفحة الرسمية لتقارير التنمية البشرية http://www.un.org/ar/esa/hdr/
‎- رضا عبد الواجد أمين، “دور وسائل الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي” / بحث

‎- حفيظة بوهالي، دور الإعلام التنموي في تحقيق متطلبات وأهداف التنمية المستدامة / دراسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى